مهارات اللغة الاستقبالية: أساس الفهم ومفتاح التواصل

  6.0 مشاهدات المقال |  3 دقيقة وقت القراءة |  18 أكتوبر 2025

مهارات اللغة الاستقبالية: أساس الفهم ومفتاح التواصل - website.blog_article_image_alt

ما هي اللغة الاستقبالية؟

اللغة الاستقبالية هي قدرة الفرد على فهم وتفسير الرسائل اللفظية أو المكتوبة أو السمعية التي يتلقاها من محيطه، والاستجابة لها بطريقة مناسبة. تُعد هذه المهارة أحد الركائز الأساسية في تطور اللغة. إذ يسبق الفهم النطق، ولذلك فإن اللغة الاستقبالية تُعتبر شرطًا أساسيًا لتطور اللغة التعبيرية (الكلام).

 

لماذا تُعد اللغة الاستقبالية مهمة؟

أساس التواصل:

فهم الطفل للأسئلة أو التعليمات أو العبارات الاجتماعية هو الخطوة الأولى نحو التواصل الفعّال.

شرط أساسي للتعلم:

تعلّم المفاهيم الجديدة، واتباع التعليمات، وتوجيه الانتباه بشكل صحيح لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال مهارات الفهم اللغوي.

تعزيز التكيف الاجتماعي:

عندما يفهم الطفل ما يُقال له في المواقف الاجتماعية، يمكنه التفاعل بشكل أفضل، ويقلّ احتمال حدوث سوء الفهم أو السلوكيات غير المناسبة.

 

كيف تتطور مهارات اللغة الاستقبالية؟

تبدأ هذه المهارات بالتطور منذ الولادة. فتهدأ الرضيع في أشهره الأولى بسماع صوت أمه، ثم يبدأ تدريجيًا بالتعرف على الكلمات البسيطة، وفهم ما يُقال له، واتباع التعليمات. خلال هذا التطور، يكتسب الطفل تدريجياً القدرة على:

- تمييز أجزاء الجسم (يُشير إليها عندما يُطلب منه ذلك)

- التمييز بين أفراد الأسرة

- التعرف على الأشياء اليومية من خلال أسمائها

- فهم الأفعال (مثل يأكل، يركض، ينام...)

- التعرف على المفاهيم مثل الألوان، الأشكال، الاتجاهات، الحجم، الطول، والمفاهيم المتضادة (ثقيل/خفيف، يمين/يسار...)

كل واحدة من هذه المكتسبات تمهّد الطريق لفهم تراكيب لغوية أكثر تعقيدًا.

 

كيف يمكن دعم مهارات اللغة الاستقبالية؟

١. بادر بالتفاعل البصري

التواصل الفعّال يبدأ بالتفاعل المتبادل. حافظ على التواصل البصري مع الطفل لجذب انتباهه قبل إعطاء أي رسالة لغوية.

٢. استخدم لغة طبيعية مكررة

مثلاً: "هذه كرة. الكرة تتدحرج. هيا نلعب بالكرة!"

العبارات المتكررة والبسيطة تساعد الطفل على تعلم اللغة من خلال النمذجة.

٣. استخدم وسائل بصرية

أثناء تعليم مفاهيم جديدة، استخدم صورًا، ألعابًا، إشارات، وحركات توضيحية.

مثلاً: قل "أين الأنف؟" وأشر إلى أنفك، ثم ساعد الطفل على الإشارة إلى أنفه.

٤. قدّم التعليمات تدريجياً

ابدأ بتعليمات بسيطة من خطوة واحدة ("أحضر الكرة")، ثم انتقل إلى تعليمات من ٢ إلى ٣ خطوات ("أحضر الكرة وضعها في الصندوق").

٥. دمج المفاهيم في الحياة اليومية

لا تُدرّس المفاهيم بشكل معزول، بل أدخلها في الروتين اليومي.

مثلاً:

- "أين الكرة الحمراء؟"

- "هل يمكنك إعطائي الحذاء الكبير؟"

- "هل القطة تحت الكرسي؟"

٦. التعليم من خلال اللعب

استخدم الألعاب مثل الغميضة، بطاقات المطابقة، الدمى، والألعاب المتسلسلة كوسيلة ممتعة لتعزيز الفهم اللغوي.

٧. كن نموذجًا وانتظر

بدل أن تُعطي الإجابة مباشرة، كن قدوة للطفل وامنحه وقتًا ليعالج المعلومات ويُجيب. فـ"فترة الانتظار" تدعم تطور المعالجة الذهنية.

٨. عمّم المهارات في البيئات الطبيعية

الفهم اللغوي لا يتطور في الجلسات التعليمية فقط. يجب تكرار المفاهيم والتعليمات في الحياة اليومية: في البيت، في الحديقة، في السوق، وفي السيارة.

 

متابعة مهارات اللغة الاستقبالية

- يُقاس تطور المهارات الاستقبالية بمدى قدرة الطفل على التعرف على المفاهيم، الأفعال، الأشياء، وأجزاء الجسم. لذلك من الضروري:

- مراقبة استجابة الطفل عند تقديم مفهوم جديد

- تقديم المهارات تدريجياً وبحسب الترتيب النمائي

- تعميم كل مهارة في بيئات وسياقات مختلفة لتعزيز اكتسابها

 

الخلاصة

مهارات اللغة الاستقبالية ضرورية لفهم الطفل لبيئته، وتواصله، وتعلّمه، ومشاركته الاجتماعية. ومن أجل دعم تطورها، يجب توفير بيئة تواصلية غنية، مليئة بالتكرار، مدعومة بصريًا، وممزوجة باللعب.

وتذكّر دائمًا: الفهم يسبق الكلام.