
تُعد مهارة أخذ الدور من أقدم مهارات التواصل التي تظهر لدى الطفل قبل أن ينطق بأول كلمة له. إذ يبدأ الطفل في تعلم هذه المهارة بشكل طبيعي أثناء تفاعله مع من حوله منذ الشهور الأولى من حياته.
ولا تقتصر أهمية هذه المهارة على تطوير اللغة فقط، بل تُعدّ أساساً هاماً للتفاعل الاجتماعي. حتى وإن لم يتمكن الطفل من الكلام لاحقاً، فإن قدرته على أخذ الدور باستخدام الإيماءات أو أثناء اللعب تُمكّنه من التفاعل بشكل فعّال مع الآخرين.
متى نُعلّم الطفل أخذ الدور؟
ليس من الضروري تخصيص وقت محدد لتعليم هذه المهارة. بل يمكن دمجها بشكل طبيعي ضمن علاقتك اليومية مع طفلك. فكل لحظة تواصل بينكما هي فرصة ثمينة لتعزيز مهارة أخذ الدور.
كيف تتطور مهارة الدور؟
يتأسس التواصل قبل ظهور الكلمات. على سبيل المثال، إذا قمت بتقليد صوت يصدره طفلك، فإنك بذلك تبدأ أول حلقة تفاعلية بينكما. هذه اللعبة الصوتية البسيطة تتطور تدريجياً إلى تبادل في الإشارات، الحركات، ثم الألعاب بالأشياء.
مع مرور الوقت، يتعلم الطفل أخذ الدور في الحركات، ثم في اللعب، وأخيراً في الكلمات. وهنا يكمن دور الأهل في جعل هذا التعلم ممتعاً وجذاباً من خلال الأنشطة التي تثير اهتمام الطفل وتشجعه على التفاعل.
التعلم من خلال اللعب
أخذ الدور ليس فقط وسيلة للتواصل، بل هو أساس للعب المشترك، وللاستماع، ولفهم التوجيهات. لهذا السبب، من المفيد أن تكون كل أنشطة اللعب والتعليم التي تقوم بها مع طفلك فرصة لتعزيز هذه المهارة.
ومهما كان مستوى الطفل النمائي، فإن جعل أخذ الدور ممتعاً من خلال ألعاب التناوب، وتقليد الأصوات، وتبادل الأشياء، يساعد على بناء هذه المهارة بطريقة فعّالة ومحببة.
تذكّر:
أخذ الدور ليس مجرد مهارة تُعلّم في وقت محدد، بل هو جزء من كل تواصل يومي.
الطفل الذي يشاركك اليوم في إصدار الأصوات، قد يصبح غداً شريكاً في الحوار.
كل تفاعل هو فرصة — شارك الدور، وادعم التواصل.