
عند دعم تطور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، يُعتبر التواصل البصري أحد أهم مهارات التواصل الاجتماعي الأساسية، وغالباً ما يتم تجاهله. مع ذلك، فإن هذه المهارة تُعد بوابة رئيسية لمشاركة الطفل في العالم الاجتماعي من حوله.
ما معنى التواصل البصري؟
يُقصد به أن ينظر الطفل إلى وجه الشخص الذي يتحدث إليه، ولو للحظات قصيرة. قد يحدث هذا أثناء اللعب، الحديث، أو إعطاء التوجيهات. لا يُعتبر مجرد تصرّف بصري عابر، بل هو مؤشر قوي على استعداد الطفل للتفاعل والتواصل.
لماذا هو مهم إلى هذا الحد؟
- أساس بناء العلاقات الاجتماعية: عندما ينظر الطفل إلى عيني من يتحدث إليه، فإنه يبدأ في فهم الإشارات الاجتماعية والعاطفية.
- يعزز الانتباه المشترك: التواصل البصري يُمكّن الطفل من مشاركة الانتباه إلى شخص أو شيء، مما يطوّر قدرته على التعلم من البيئة المحيطة.
- يدعم تطور اللغة والتفاعل: الأطفال الذين يطورون مهارة التواصل البصري يتقدمون عادةً بشكل أسرع في مهارات اللغة والتفاعل الاجتماعي.
- علامة مهمة في التقييمات النمائية: عدم وجود تواصل بصري متكرر قد يكون إشارة مبكرة لصعوبات في النمو الاجتماعي أو التواصلي.
ماذا يمكن للأهل فعله في المنزل؟
- حاول دائماً أن تكون في مستوى نظر الطفل عند التحدث إليه.
- استخدم الألعاب والأنشطة التي تتطلب تفاعلاً وجهاً لوجه.
- عندما ينظر إليك الطفل، قدّمه له فوراً تعزيزاً إيجابياً (ابتسامة، تصفيق، لعبة يحبها).
- لا تجبر الطفل على النظر إليك، بل شجّعه بلطف من خلال أنشطة ممتعة وتفاعلية.
- اربط التواصل البصري باللحظات الإيجابية، وليس بالأوامر أو التوجيهات فقط.
تذكير مهم:
العديد من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يفتقرون إلى هذه المهارة في مراحلهم الأولى. لذا، من الضروري أن يتعلموا مهارات التواصل الاجتماعي من الأسهل إلى الأصعب، وبشكل تدريجي ومشجع.
بدون تطور هذه المهارة، قد يصعب على الطفل الدخول في مراحل متقدمة من التفاعل الاجتماعي أو اكتساب اللغة.
ابدأوا من اليوم بخطوات بسيطة، فبناء تواصل بصري فعّال يبدأ من مواقف يومية صغيرة ولكنها مؤثرة!