اللعب الرمزي: نافذة الطفل لفهم العالم

  5.0 مشاهدات المقال |  2 دقيقة وقت القراءة |  17 أكتوبر 2025

اللعب الرمزي: نافذة الطفل لفهم العالم - website.blog_article_image_alt

اللعب الرمزي هو نوع من أنواع اللعب التخيّلي الذي يستخدم فيه الطفل الأشياء أو الأفعال أو الأفكار لتمثيل شيء آخر. فعلى سبيل المثال، عندما يستخدم الطفل ملعقة خشبية كأنها هاتف، أو صندوقاً كسّيارة، أو يطعم دمية كأنها طفل حقيقي، فهذا يُعد لعباً رمزياً.

عادةً ما يبدأ اللعب الرمزي بالظهور بين عمر 18 إلى 24 شهراً، ويتطوّر تدريجياً ليصبح أكثر تعقيداً مع تقدُّم عمر الطفل. في البداية، يكون اللعب بسيطاً ومكوّناً من خطوة واحدة، ثم يبدأ الطفل بإنشاء سيناريوهات مكونة من عدة خطوات، مثل إطعام الدمية ثم وضعها في السرير.


ما أهمية اللعب الرمزي؟

- اللعب الرمزي ليس مجرد نشاط ممتع فحسب، بل هو عنصر أساسي في نمو الطفل العقلي والاجتماعي واللغوي. فمن خلاله:

- يُعبّر الطفل عن خبراته اليومية ويعيد تمثيلها.

- يطوّر مهارات حلّ المشكلات.

- يُعبّر عن مشاعره ويفهم مشاعر الآخرين.

- يُنمّي خياله وإبداعه.

- يتعلّم مهارات اجتماعية مثل تبادل الأدوار والتعاون والمشاركة.

- يكتسب مفردات جديدة ويستخدم اللغة في سياقات طبيعية.


كيف يمكن للأسرة والمربّين دعم هذا النوع من اللعب؟

لا يحتاج اللعب الرمزي إلى ألعاب باهظة الثمن. يمكن استخدام الأدوات المنزلية البسيطة لتشجيع الطفل على اللعب التخيّلي. إليك بعض النصائح:

- كن قدوة: يتعلم الأطفال من خلال تقليد الكبار، فشاركهم في اللعب التخيّلي وكن نموذجاً لهم.

- أنشئ سيناريوهات بسيطة: مثل لعب "الطبيب والمريض" أو "السوق" أو "الميكانيكي".

- اتبع الطفل بدلاً من قيادته: لا تفرض السيطرة على اللعبة، بل دع الطفل يقودها، واسأله أسئلة تُغني خياله، مثل: "لماذا تشعر الدمية بالمرض؟"

- قدّم أدوات متنوعة: شجّع الطفل على استخدام الأشياء بطرق مختلفة لتمثيل أدوار متعددة.

- خصص وقتاً للّعب: اجعل للعب الرمزي وقت يومي ضمن الروتين اليومي.


اللعب الرمزي كمؤشر على النمو

يُعد اللعب الرمزي علامة على قدرة الطفل على التفكير المجرد. وفي بعض الحالات مثل اضطراب طيف التوحد أو التأخر النمائي، قد يظهر ضعف أو غياب في هذا النوع من اللعب. لذا، من المهم ملاحظة ما إذا كان الطفل يشارك في اللعب الرمزي، فهو يعكس جانب مهم من نموه العام.


تذكّر:

عندما يطعم الطفل دميته ويغطيها لتنام، فهو لا "يلعب" فقط، بل يُعبّر عن مشاعره، ويفهم الأدوار الاجتماعية، ويصنع عالمه الخاص.

اللعب الرمزي هو وسيلة الطفل لفهم الحياة والتواصل مع العالم من حوله.