أهمية التقليد في تطور مهارات النطق

  2.0 مشاهدات المقال |  2 دقيقة وقت القراءة |  18 أكتوبر 2025

أهمية التقليد في تطور مهارات النطق - website.blog_article_image_alt

يُعد التقليد من الركائز الأساسية في تعلم الأطفال، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة. فقبل أن يبدأ الطفل في نطق الكلمات وفهم معانيها، يكون قد بدأ بالفعل في تقليد تعابير الوجه ونغمات الصوت واللحن والإيقاع الخاص بلغة بيئته.


من خلال التقليد، يتعرف الطفل على بنية الجملة، واستخدام المفردات، وكيفية تنظيم الكلمات لتكوين المعنى. عندما يكرر الطفل ما يسمعه، فإنه لا يردد فقط بل يتعلم، يحلل، ويربط بين الأصوات والمعاني.


من المهم أن نلاحظ أن العديد من أطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة يفتقرون إلى هذه القدرة الفطرية على التقليد، مما يجعل من الضروري جداً تدريبهم على مهارات التقليد بشكل تدريجي من السهل إلى الصعب. فهذه المهارة تشكل بوابة الدخول إلى عالم اللغة والتواصل، وتطويرها يُعد خطوة محورية في خطط التدخل.


البالغون يلعبون دوراً محورياً في هذه العملية، فكلما زاد تفاعلهم اللفظي مع الطفل وكلما كرروا كلمات الطفل بصيغة صحيحة وأعادوها ضمن جمل مفهومة، زادت قدرة الطفل على تعلم اللغة بشكل طبيعي وآمن.

التقليد يساعد الطفل على:

- فهم اللغة: من خلال تكرار الكلمات والتراكيب يسمعها باستمرار.

- توسيع المفردات: حيث يلتقط كلمات جديدة ويبدأ في استخدامها تدريجياً.

- الانتقال من الكلمة الواحدة إلى الجملة: عبر ما يُعرف بـ"التقليد الذاتي"، حيث يعيد الطفل ما سمعه بطريقة مبسطة ليدعم نفسه في التعبير.


ومن المثير للاهتمام أن الطفل لا يُقلد كل ما يسمعه، بل يختار ما يريد تقليده وفقاً لما يثير انتباهه أو يحاول فهمه، وهي عملية تُعرف بـ"التقليد الانتقائي".

وباختصار، يُعتبر التقليد أداة فطرية وفعّالة يستخدمها الطفل لفهم اللغة وتعلمها، وهي لبنة أساسية في رحلته اللغوية والنمائية.